قصائد

  أرى على أطلالِنا وجوهَ الأحبّة بُترتْ أصابعُهم من عَدِّ النكبة ديارُنا الأولى شاخت بعد عمرٍ من التشريد وعُمْرُ التشريدِ شبلٌ؛ إنْ كَبرَ... ابتلعَ القُبّة!   كان الصباحُ في بيتنا: أمّي، وشمسًا، وتين جاء الغريبُ غُرابًا على حيِّنا شبح الرحيل جَلَّ...
  1 - في القدس نارٌ... في القلب نارٌ ما أشبهَ الليلةَ بالبارحة! في القدس نارٌ، في القلب نارٌ، وفي الخطبِ دعوةٌ "صالحة." على العرش جثّةٌ، والصحفُ أخفت الرائحة. والمنطق ذبابٌ أسودٌ أزرقْ، سلامٌ كاذبٌ أحمقْ، شاشات تلفازٍ على الهوا نابحة وما أشبهَ...
  نقلها عن الفارسيّة: فاروق نجم الدين   یشمّون فمَك مخافةَ أن تكونَ قد قلتَ "أُحِبُّك" ويجُسّون نبضةَ قلبِك. يا له من زمنٍ غریبٍ یا مَلاكي!   یجلدون الحبَّ بالسیاط بجانب العمودِ الحائل ... فلا بدّ إذنْ من إخفاء الحبِّ في جُحور البيوت.   في مأزق...
  سقطنا في ربيعٍ تُحاصرنا الشِّباكُ نصيبُ "الله" وردٌ ونصيبُنا الأشواكُ.   قالوا: سنضيفُ للأقمار أقمارًا جديدة، سنعيدُ ما ضاع من العقيدةِ للعقيدة. سنضيفُ للشمسِ المضيئةِ نورا، ونعيدُ ترتيبَ الحياة لتسيرَ خلفَ شيوخنا وتصيرَ دينَا، ونعيدها زحفًا إلى...
  لم أنْءَ عن حُلمي ولم أَنسَ ارتحاليَ في أغاني الماء. لم أخُنِ النَّبَوءةَ! سرتُ من وَجَعٍ إلى جُرحٍ، ومن رُؤيا إلى أُخرى، لأعبُرَ للصَّدى واسمي هُناك. رأيتُ ما آثرتُ أن أنسى يمُرُّ على رؤايَ يردُّني لطفولةٍ أولى تراوِدُني وتَنْأَى من سماءٍ ملءُ...
    1 جلستُ إلى الحائط الإسمنتيّ أحَدِّثُ نفسي، فتفتَّتَ. 2 السلكُ النحاسيُّ المجدولُ حول عنقي شمسٌ سالتْ عليَّ. 3 هو منحدرٌ من فوهةِ الغيْب ولا عيبَ سواي. 4 الرحيلُ أنا والرجلُ العتيقُ في نهارٍ صاخبٍ منوّنٌ بالكسرةِ كأنّني شبهُ جملةٍ يا حبيبي...
  مثلك أنا، يا بيروت، مَوتي مُؤَجَّلٌ وحَياتي مؤجّلة. على جِلدي عَرقٌ، ملحٌ، ورمادُ انفجار، وعينايَ مفتوحتان كالسَّمكة. بَيتي مقبرةٌ فنّيّة تَعجُّ بالكُتبِ والرواياتِ والألوانِ والموسيقيّين والشُّعراء. كُلُّهم معي، لكنّنا لسْنا هنا. حينَ أقرأُ،...
  أناديك حتّى ينامَ الكلامُ حولي وأسهرُ حتّى أراكَ. أخافُ تمرّ هنا وأنا أفتّشُ صمتَ السما عن خُطاكَ. فأُشعِلُ ضِلعَيْن حول الهوى وأحلُم كي أتقفّى صداكَ. وأحكي الحكايا لِلَمْعِ الندى وأَحرُسُ صبحَكَ حول ضياكَ. فإن وَجَدَتْكَ عيوني، فَرِحْتُ وإنْ...
    (1) كلّنا كنّا أصحابَ حِرْفة: منّا الخزّافُ، والحلّاق، ومنّا بائعُ العوّامةِ والمُشبَّك. كلّنا كنّا قد كسرْنا أرجلَنا لأجل لُقمة ِعيشِنا، إلى أنْ مسّنا الشِّعرُ ومَررتِ من أمامنا بالجينز المُشقْشَق، فتركْنا دكاكينَنا مفتوحةً وتبِعْناكِ مُتّكئينَ...
                                                                                                                                                                                                                                                         ...
    1 - العبثُ بالصندوق الأسود بلدتي، يا مدينتَنا الثائرهْ، حلّقي فوق صندوقِنا الأسودِ! استُبيحتْ حدائقُنا وارتدى ليلُنا ثوبَهُ. الغرابُ ينوحُ بلا أملٍ فوق حرائقِنا الغائرهْ. صُعقتْ جثتي؛ دُفنَتْ دون غسلٍ من دمي. الترابُ هنا يشتكي حين تنزفُ أجسادُنا...
  "ثمّة شيء بيننا" كُـرةُ صوفٍ دحرجها وانسلّ في ضوء الكوّةِ الشفيف ما كانت سجّادةُ السفر لِتوصلَ الغريبَ  لولا أنّ شُبّاكَه نقَرتْه العصافير أو أنّ الحويْصلات أثقلها القمحُ ولا مناصَ من منجل. *** الراحلة تجِدُّ المسيرَ في صهوة السُّرى وريثما تنبلج...
  (1) لم آخذِ الحياةَ يومًا على مَحملِ الجِدّ، فلم أفْلحْ لا في عملٍ ولا في دراسة. وها إنّي اليومَ بمَعيّتكِ قد أصبحتُ شاعرًا: أكتبُ فقط ما تُمليه عليَّ عيناكِ، وأُكابرُ أمامكِ على الجوعِ والبردِ والظمأ.   (2) خلافًا لكلّ الشّعراء، لم أكتب الشِّعرَ...
  1 ثوبُها الأسودُ الذي تدلّى مزنّرًا بخطوطِ يديكَ في رقصتِكَ الأخيرة، والأرضُ التي انطوت لتدسّ خطاكَ في رحمِها يستديران على لونِ جسدِك. يدُهُ التي ألقمتَكَ الرصاصةَ تزفر على ذعرها. سترَتُكَ التي نفضوا دمَكَ عنها مصلوبةٌ على حبل الغسيل أمام الباب....
  (1) أُذني التي اعتادتْ سماعَ صوتكِ ليلَ نهار، كلُّ النّساءِ اللاتي أحبَبتهنَّ بعدكِ، أجمعنَ على ضرورةِ قطعها وإرسالها إليكِ بالبريدِ المضمون.   (2) لا أذهبُ من طريقٍ إلا وأعودُ منه. جيوبي مثقوبةٌ أبدًا وما يسقطُ منها شيءٌ لا يحتملهُ عقلٌ أو قلب...