قصائد

  سبعُ قُبّراتٍ فوق طميٍ أحمر سبعةُ ظلالٍ للغروب خلف شمس الفرات. *** هذي قبابُ الطين وهذا قطنٌ فوق أجراسِ النحاس . تمرُّ الطيرُ متباطئة تمرُّ... فوق السطح الأزرق... للخابور كحلمٍ خفيف كحُلُمٍ تنتصرُ فيهِ الظُلمةُ في النهايات السعيدة. *** فستانُكِ...
    كيف تتحوّل الحياةُ من رُمّانةٍ، من شجرةِ عنبٍ صيفيّةٍ رقيقة، من صفيحةِ زيت، أو عُشبةٍ بريّة، إلى مجرّد عقربِ ساعةٍ على رصيفِ محطّة، أو عجلة قطارٍ على سكّةٍ مُلتهبة، أو حبّاتِ قهوةٍ فى مطحنةٍ تَهتزّ؟ *** الحياة نصرٌ دائمٌ على مأساةٍ موقّتة....
  كسنديانةٍ هشّةٍ ألملمُ انكساراتي منتظرًا إيقاعًا كستنائيًّا ناعمًا يشعلُ صمتي. *** أردتُ الجلوس وحيدًا لترميم ما تبقّى من وجعي . فجاء مرورُكِ صاعقةً أطاحت بجميع المرايا. *** انتظاري اليوم لصديقٍ اختفى زاد من شهيّةِ الذئب في داخلي. كنتُ أشمُّ...
  (1) أحنُّ إلى مُراهقتي بطيشِها ومُجازفاتِها. أحنُّ إلى ركوب درّاجتي الناريّة واقتفاءِ أثرِ عطرِ حبيبتي وأنا أقودُها. أحنُّ إلى خطواتي السريعة صوبَ ما أرغبُ فيه، رغمَ ما أُخبّئهُ في جواربي من تبغٍ وعيدانِ ثقاب.   (2) أُحبّك: كلمةٌ رُباعيّةُ الدّفع...
  مائدةٌ ضيّقة أرتِّب فوقَها أطباقَ الفوضى، واحدًا تلوَ الآخر. * في مكانٍ آخر ذاكرةٌ ماكرةٌ لا تَحفظ سوى أجنحةِ العصافيرِ الفارّة، وأعمارِ الأشجار الهرِمة. * صحيفةٌ بائتةٌ تشهق بأخبار الفقد. * نرجسةٌ كفيفةٌ بكامل أناقتها. * رائحةُ هاجسٍ تنهمر. *...
  في اللجّةِ أهرب، يتدحرج نحوي رأسُ الحكمة؛ قطعوه للتوّ! أقلّبُه بين يديّ. أطالعُ في جبهتِه جسدَكَ المحمومَ، وشفاهَكَ القاسية. أُرضِعُه قاتًا وسكّرًا لينبتَ من جديدٍ في مقبرةِ القرية. * يدُ العالم التي صفعتْنا حين وُلدنا صارت أُنشوطةً: تستديرُ،...
  النرجسيّةُ جرحٌ في القصيدةِ، أمْ في القلبِ؟ أمْ هيَ ظلُّ الذئبِ في جسدِ الأُنثى؟ أمِ النايُ في أضلاعِها، وعلى أجفانِها حبقٌ يبكي لأتبعَهُ؟ أمْ ماردٌ في كتابِ البحرِ؟ أمْ نزقُ الغاوينَ في كلِّ وادٍ لا تمرُّ بهِ إلَّا الفراشاتُ والغزلانُ؟ أمْ أثرٌ...
  سمعتُ أنّ شاعرًا بالقرب قد جثم في فوّهةِ الموت لا أعرفُه. لكنّ الصريرَ الذي صكّ أطرافي كان مُنذرًا بالفراغ من حولي. ربّما لأنّ مجسّاتِ الموت تلوحُ في مخيّلتي في كلِّ اتّجاهٍ لا ترحم؛ تعبّئ بالمَجّان أطفالًا ومراهقين وجميلاتٍ، وفقراءَ وباعةَ عرباتٍ...
  حروفي ألوانٌ: أزيِّنُ بها مرورَ الوقتِ الرتيبِ كحجرِ طاحونٍ فوقَ قمحِ أيّامي. أضيفُها للطّحين، قليلٌ من ملحٍ، خميرةٌ، كأسُ ماء. أعجِنُها فطيرةً، أحشوها همومي، أخبزُها تحتَ شمسِ انتظارٍ حارقة. يا لَلبهجةِ! عندي الآنَ أيامٌ أطيبُ، ملوَّنةٌ، خاليةٌ...
  (1) "المشْهدُ الأقربْ: عينانِ مُغْلقتانِ خوْفًا من صُراخِ النورْ. وفمٌ طريفْ. شفتاهُ تنهمِكانِ في خَدْشِ الخريفِ بِلا حياءْ. ذَقنٌ كَسِيحْ. أُذُنانِ تَصْطَلِيانِ بالصمتِ العنيفْ. أنفٌ تَزَلّجَتِ البُثورُ على دعامتِهِ الدقيقةِ، فالتَوى، وانْشَقَّ...
  أقدِّمُ اعتذاري إلى كلّ لاجئٍ، إلى كلِّ فقيرٍ، وكلِّ جائع.   إلى أعمدة الشوارع، إلى مَن يبحثون في القمامةِ عما تبقّى من البطونِ وما تناثر من سكاكر. إلى طفلٍ رأى أحدَ المشاةِ واستحلى خبزَه فبكى.   إلى من مات من دون أن يموت إلى من عاش من غير أن يعيش...
  لم أشأْ أنْ أرسم غيرَ شظايا الحرب، لكنَّ الأبدان الأبدان الأبدان ... تتكاثر لوحدها. حصدْنا في تلك الرسمة آلافًا من الأرامل، وعيونُ الأطفال شاحبةٌ على الطرقاتِ تئنّ.ُ وما زلنا نحصد أشكالًا بلوريّة تركض من هولِ العصف وأجنحةِ السيّارات الساكنة في...
    قال: احملْني أخشى يداهمَني الليلُ .. والعيونُ حولي أخشى يمرَّ بي وطنٌ كسيح ولا أجدَ السبيلَ إليه أخشى اللهَ حين يبتسم وتُفتحُ في الأرض لقدميْه العاريتين سبلٌ وطبولٌ... ودمٌ حيّ. *** قلتُ: أنا الكسيح أعمي عينًا... لأرى بأُخرى. أقفُ خلف حرائقِ...
  (1) وها أنا ذا أُعاتبُ الحياةَ من جديد؛ لا أطلبُ منها شيئًا فتأبى إلّا أن تُعطيَني ظهرَها.   (2) جرّبتُ الحبَّ من طرفٍ واحد وجرّبتهُ من طرفين، ووجدتُ أنَّ الأوّلَ يصبُّ في مصلحة الشِّعر أكثرَ من الثاني. ولذلك؛ فإنّني الآن في أمسِّ الحاجة إلى...
  كانوا متعَبين يتخفّفون من دماءِ الزيزفون المتخثّرةِ على أثوابهم. وكانَ المنادي ينادي كيلا يتأخّروا عن موكبِ رحيلِهم الطويل. تركوا خلفَهم رجلًا أحبّوه وقد ماتَ، وتركوا مدينةً لسعتْهم بسياطها وماتت. حتّى النّهرُ الذي حفر مجراه في جثثِ أحلامهم، وكان...