قصائد
10-10-2017

 

حروفي ألوانٌ:
أزيِّنُ بها مرورَ الوقتِ الرتيبِ
كحجرِ طاحونٍ فوقَ قمحِ أيّامي.
أضيفُها للطّحين،
قليلٌ من ملحٍ،
خميرةٌ،
كأسُ ماء.
أعجِنُها فطيرةً،
أحشوها همومي،
أخبزُها تحتَ شمسِ انتظارٍ حارقة.
يا لَلبهجةِ!
عندي الآنَ أيامٌ أطيبُ،
ملوَّنةٌ،
خاليةٌ من الدسمِ
والملل!

***

صبّار

هطولُكَ الشحيحُ
جعلني صُبّارًا
يقتاتُ على النَّزْرِ القليلِ من المطر.
يجمعُ القطراتِ في كفّيْه،
يحبِسُها في قلبِه،
يَسكرُ بها على مهلٍ

لعُمرٍ مديدٍ.
يُغرِقُ جذورَهُ في العُمقِ أكثر
بحثًا عنك،
قربًا منك.

يُغلّف الروحَ بذكرياتِك الخضراء.

يختزنُ لحظاتِ لقائِك سكّرًا  

لمُرّ الغياب.

يطرد وحشةَ صمتِك بالغِناء.

يرتقبُ قدومَ غيمك الضّنين.
يظلّ قادرًا على اجتراحِ الحُلم،
والمعجزاتِ الصغيرةِ
والثّمر.

***

نظرة

لم يُحذّرْني أحد؛
لم أكُنْ أعرف!
هي التفاتةٌ،
التقاءُ عيونٍ،
حريقٌ.
أيُّ وقودٍ تسرَّبَ داخلي؟!
أيّةُ شرارةٍ؟!
لحظتَها، عرفتُ أنّي وقعتُ.
مَن وشى بي؟!
مَن أيقظ كيوبيد باكرًا؟!
لو أنّه بقي نائمًا ذاكَ الصباح،
لو أنّه لم ينتبه،
لكانتْ هَوتْ في الفراغ..

نظرة.

سوريا

رادا كاسوحة

من حمص، مستقرّة في دمشق. مهندسة غابات، ماجستير في الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافيّة. تكتب في بعض المواقع العربيّة.