غيلان الكردي
27-01-2017

 

 

غيلان يا غيلان

يا سخطَ الأبجديّة

غيلان يا غيلان

يا نزفًا في الهوّية

يا ابنَ الربى

يا ابنَ الرحيلِ الأخير، ذا العيونِ العسليّة. 

هو البحرُ غدّار

والزمانُ ميّال

وأنتَ كنتَ الضحيّة.

وكنّا نحن،

من سطح منزلنا أمام البحر،

صرخةَ الأمّ الحزينة.

               ***

ولكنْ، لستَ وحدَك

ملقًى ككيس الغيم في مدّ الهواء

يعبدُك الصّمت

ننساكَ نحن

يذْكرك الغياب

وتبكيك السّماء.

والحوريّة وضعتْ حلواها بين يديك

ونامت ليلتين صغيرتين

ونمتَ إلى الأبد.

لم تُعطَ حلواك

وأنت صغير

أو قبل الرّحيل

وقبل الكبر.

              ***

يا أوليس العربي

لنا القوافي

ولك القصيدة،

ولنا الدّمار

ولك السمّاء،

ولنا الحصار

ولكَ الحياة،

ولنا القنابل

ولك الهديّة.

              ***

والآن، وأنت في أعلى الأولِمب

ترى الملحمة وتبكي للنّهاية،

سلِ الآلهة، وقل:

كم طفلًا بعدي سيأكل الحلوى؟

أو قل:

كم ذئبًا سيبيع حلواه لإخوتي

في سوق القيامة؟

 

بنزرت، تونس

 

اسامة جلالي

طالب في الثانويّة العامّة في تونس، من مواليد 1999.