سربُ أيائلَ مذعورةٍ يفرُّ من قلبي
15-10-2016

 

 

سربُ أيائلَ مذعورةٍ يفرُّ من قلبي

إلى عينيّ؛

وهذا الأفقُ فاتر

مثلَ قهوةٍ باردةٍ لا تغري أحدًا بشربها!

وأسألُ نفسي بحيادٍ،

يشْبه حيادَ الشاطئ المنسيّ ذي الجَزْر الطويل:

أتراكَ كنتَ تحاولُ سردَ الحكاية،

أمْ كنتَ منذ الأزل تمحو ــــ دون قصدٍ ربّما ــــ

كلَّ العناوينِ الكبيرة

والصغيرة؟

               ***

البحر يهدهدُ مثلَ عجوزٍ

أشرعةَ القواربِ المتثائبة.

بصمتٍ يَطْرح الصيّادون شِباكَهم؛

مالحةٌ نظراتُهم،

والبحرُ الساكنُ يمحو خفيةً

ما توالد من تجاعيدِ الموج.

وأسألُ ــــ ربّما بحيادٍ قليل ــــ

ماذا تضمّ زجاجاتُ الرسائلِ

من حنينٍ أو ألم؛

تلك التي يبعثرُها صغارُ الموج

على الرمالِ الخالية؟

               ***

خاويةٌ منارةُ البحر،

ومطفأة!

فماذا تقول النوارسُ المتعبة

حين تحطّ رحالَها على نوافذِها العتيقة؟

لستُ أدري...

غير أنّ سربَ أيائلَ مذعورةٍ

يفرُّ هذا المساءَ

من قلبي... إلى عينيّ.

 

الكويت

منذر أبو حلتم

شاعر أردنيّ مقيم في الكويت. عضو رابطة الكتّاب الأردنيين.